الجمعة، 13 يناير 2012

النخبة

لقد ابتلينا بفئة اقلية من البشر يطلقون على انفسهم (النخبة ) وهم فئة من المدعين بالمعرفة والخبرة والحنكة وبعد النظر 
وهذه الفئة تتغير فى كل عصر وتتلون باللون الفاقع والمستفز فى كل اوان
وقد كان هناك مقاييس لتوصيف ( النخبة ) فى العصر البائد وهم من يتحدثون باسم السلطان ويسبحون بحكمته وعظمته ليل نهار
اما الان فهناك (نخبة ) جديدة ترسم لنا الطريق الى الجنة وتحدد معالمه
والصفات المشتركة ل(النخبة) فى كل عصر هى :
-الصوت العالى لدرجة النشازوامتلاك وسيلة لاطلاق هذا الصوت لكى يصم اذاننا
-الاعتقاد بشدة انهم يعلمون ويدركون مالا يعلمه ولا يدركه العامة وينظرون الى العامة انهم قطيع يجب ان ينساق وراءهم
-التبارى فيما بينهم فى التطرف فى الرؤية والحدة فى الطرح ليثبت انه الافضل
-الاهتمام بالشكل والصورة وعدم الدخول فى القضايا الجوهرية
-اذا انتهت القضية التى يتصدون لها على غير طرحهم يقفزون الى اخرى فرعية ويتلونون ربما بلون جديد - المهم ان يظل صوتهم عالى ومنبرهم قائم
-ابتعادهم نتيجة هذه الصفات عن الحس الحقيقى للشارع وابتعاد الشارع عنهم

وطبعا (النخبة ) فى عهد المخلوع عرفناهم جيدا وانتهى عصرهم بالثورة العظيمة وقد كانوا ولله الحمد احد اهم الاسباب فى تأجيج النقمة منهم ومن سيدهم فقامت الثورة

اما (النخبة )التى ظهرت بعد الثورة فهم مجموعة من ( الخبراء الاستراتيجيين) و( اساتذة القانون والسياسة ) و( الاعلاميين القديرين) و(الفنانين المبدعين ) و(المثقفين المتميزين) و(النشطاء السياسيين والحقوقيين )

وهذه هى نوعية القضايا التى تبنوها وصرخو من اجلها:
1- المطالبة بالاحكام العرفية والمحاكمات العسكرية لمواجهة الانفلات الامنى والبلطجة عقب خلع المخلوع ثم صرخوا عند اول موقف لتضرر البعض والتباس مفهوم الحرية لديهم
2-الصراخ من اجل الدستور اولا ولم يستطيعوا ايصال حجتهم الى المواطن لأنهم كانوا يخاطبون انفسهم وتركوا المواطن الطبيعى يقتنع بكلمات اصغر امام مسجد فى الحارة المصرية
3-الصراع الممل من اجل المبادىء فوق الدستورية التى لم تقابل الا بالسخرية وضياع الوقت
4- المطالبة بتأجيل الانتخابات لانضاج شباب الثوار فى حين انهم يستمرون فى الالحاح على بقائهم فى الشارع فأضاعوا عليهم اهم مرحلة فى ثورتهم وهى انتقالهم من فعل عشوائى فى الشارع الى عمل مؤسسى ممنهج ومثمر
5-التصفيق الحاد للبطل الذى اعتلى السفارة الاسرائيلية وكأنه فتح عكا ثم اكتشافهم بعد ذلك انه عمل صبيانى مجرم وليس وراؤه الا الخسائر والتشويه لصورة الثورة
6-الاصرار على تأجيل الانتخابات البرلمانية لعدم توافر الامن وهم يعلمون انها لو تأجلت لمدة سنة سيبقى الحال على ما هو عليه اذا لم تحل المواقف سياسيا
7-الهجوم الشنيع على الدكتور الجنزورى عند توليه الوزارة ولم يقل لنا احد منهم ما هو البديل الافضل وهروب الجميع من هذه المسئولية الثقيلة
8-بعد وصول الانتخابات الى الصورة الواضحة والتى تثبت فشل كل ما طرحوه بدأوا نشر الرعب من وصول الاسلاميين واصبحت كل قضايانا الهامة هى الحجاب والشواطىء وروايات نجيب محفوظ والنوادى الليلية  ومقابلة نقيب التمثيليين او عمار الشريعى مع الاخوان
9-والآن المعضلة الجديدة هى (هل 25يناير احتفال ام ثورة ؟) والتبارى فى الاقتراحات لموعد انتخابات الرئاسة : 25 يناير -1فبراير-15فبراير -1مارس- 15مارس -15 ابريل ------- ولم يقل احد منهم ما هى الفائدة العظيمة  وما هى الوسيلة لتنفيذ هذه المقترحات وسط زحام المتطلبات القائمة


الآن وقد تمت الانتخابات وانجحها الشعب وتم تشكيل البرلمان الشرعى ( رغم ادعاء بعضكم انه لا يمثل الشرعية ) فعليكم ان ترحمونا من صراخكم وتتركوا الشعب الحكيم ان يكمل هذه المرحلة الصعبة ليبدأ فى تذوق ثمار ثورته ( وليس ثورتكم )  ولتبحثوا لانفسكم عن منابر اخرى يمكن ان تلقى كلماتكم فيها اى صدى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق