الثلاثاء، 7 فبراير 2012

من هو البلطجى ؟؟

كثر الجدل فى الوقت الحاضر عن التصنيف بين البلطجية والثوار ويقوم التصنيف فى كل الادبيات المطروحة فى الاعلام على مواصفات شكلية فنرى من يقول الشخص رث الثياب غير مهندم فى مظهرة رقيق الحال وليس متعلما فلابد بالضرورة ان يكون بلطجيا اما الاخر الطالب فى الجامعة او المهندس او الطبيب ويبدو مهندم فى لبسه و( ابن ناس ) فلا يقبل ان نصفه بلطجيا

ولكى نعرف التمييز الصحيح للبلطجى بالمعنى المقصود الآن دعنا نرجع قليلا للتعريف - فتعودنا ان من يسرق دجاجة من عشة جاره  نسميه لصا فقد تعدى على حق غيره وهو يعتبرها جريمة و ويقوم بها خلسة ويخشى العقاب اذا فضح امره  -اما اذا قام جهرا شاهرا سلاحه او سطوته واخذ ما يريد غير ظان انه يمكن ان يطاله عقاب فنقول انه بلطجى
وفى مقابل لص الدجاجة نجد لصا سرق خلسة ملايين الجنيهات من البنوك وهرب وهو من علية القوم ومن اصحاب الياقات البيضاء وكنا لم نسمع احدا سماه لصا بل سمعنا القطط السمان او نواب القروض
وبنفس المنطق فلدينا بلطجى يخرج بسلاح ليأخذ قهرا موبايل او حقيبة فتاه او سلسلة ذهبية اى يستغل ما يملك من  وسائل قوة ليأخذ شيئا غصبا من صاحبه وفى مقابل ذلك لم نر احدا يسمى من اخذ حقوق امة انه بلطجى
فبلطجية الانتخابات كان كبيرهم حبيب العادلى واحمد عز وكبار ضباط الشرطة وامن الدولة ورجال الحزب
وبلطجية القانون والدستور والبرلمان كان كبيرهم فتحى سرور ومفيد شهاب و كمال الشاذلى من قبل
وبلطجية الاعلام كان كبيرهم صفوت الشريف وانس الفقى
وبلطجية البيزينس كان كبيرهم علاء وجمال مبارك واحمد عز
وكبير عصابة كل البلطجية الكبار كان المخلوع
فالصفة العامة وهى استخدام القوة فى شكل تهديد مادى اومعنوى او سلطة قاهرة لاتخشى المحاسبة او العقاب هى ما يميز عمل البلطجى  وعليه فيمكن ان يكون رئيس جامعة او مدير مؤسسة بلطجى يستغل سلطات منصبه فى اغتصاب حقوق مرؤوسيه

والنتيجة انه  ليس كل رقيق الحال بلطجى وليس كل يسير الحال او (ابن ناس) ليس بلطجى

الأحد، 5 فبراير 2012

الخروج من المنطقة الرمادية

نحن الآن نعيش فى حالة ضبابية لا يوجد فيها معالم للدولة ولا سلطان للقانون وكل الاطراف التى تملك السلطة ايديها مرتعشة فلا وزارة الداخلية تجرؤ على ردع مخرب يحرق مبنى امام كاميرات وشاشات العالم
والحكومة تتردد فى حتى القول ان هذه جريمة (لأنه من الثوار ) ومن حقه ان يفعل ما يريد -
وحتى المجلس الاعلى قرر الا يظهر او يتكلم وترك المشهد كلية خشية ان يوصف بأنه عدو الثورة -

واما الاعلام والسياسيين فيرقصون على الحبل فأشجعهم يقوم باستجداء هؤلاء الثوار ان يهدؤا ولهم كل الفضل والتقدير  ويسبون فى المجلس الاعلى والحكومة والداخلية لأنهم اثاروا غضب هؤلاء (الثوار )-

واذا كان كل طرف من هذه الاطراف له عذرة فى الارتعاش والتردد والضعف فان هناك طرف وحيد ليس لديه هذه الاسباب وهو يمثل قانونا و دستورا وعرفا وشعبية الشعب المصرى وعليه ان يقوم بما يجب الآن :
ان يستدعى ممثلى كل القوى السياسية فى جلسة علنية تبث على الهواء ليدلى كل واحد منهم ان الجهة التى يمثلها بريئة من هذا التخريب
وعليه يصدر المجلس توصية بالآتى :
1- لكل مرفق او مؤسسة بالدولة منطقة حرم لايجوز تعديها ومن يتجاوزها فهو يقوم بعمل يجرمه القانون ويطبق عليه العقوبة -
2- كل من يحمل سلاحا او اداة احراق او يهاجم القائمين بتأمين هذه المؤسسات او المرافق يمكن استخدام حق الدفاع عن النفس ضدهم والذى ينص عليه القانون حتى لو وصل الى اطلاق النار عليهم-
3- كل من يصاب او يقتل من هؤلاء المتجاوزين ليس له اى حقوق او تعويضات-
4- فى المقابل فى حالة التظاهر السلمى فى المكان المحدد والمعلن عنه ولا يعطل اى نشاط او مصالح لفئة من المواطنين يتم توفير الأمن لهم واى رجل امن يتجاوز ضدهم يعاقب ايضا بالقانون-

طبعا هذا ليس قانونا جديدا ولا يحتاج لقانون الطوارىء بل هو فقط تفويض لتطبيق القانون وبكل حزم لتكون البداية الحقيقية لدولة القانون التى ننشدها جميعا وبهذا ينتهى عصر حرق مؤسساتنا وقطع طرقنا وعصر الشهداء ونخرج من المنطقة الرمادية ويولد الخط الفاصل بين الابيض والاسود2012-02-05

الجمعة، 3 فبراير 2012

وظائف شاغرة ..( شهيد )

وسط هذا الحشد الجماعى الغير عاقل والذى يموله ويغذيه اطراف كثيرة سواء عمدا لتحقيق اهدافهم الخاصة او غباءا لتحقيق شهرة او اعتلاء منبر الثورة وركوب موجتها  او انسياقا بمنطق القطيع
ومع وجود العديد من المحبطين والذين لايشعرون بقيمة لحياتهم لدرجة الاقبال على مغامرة الغرق على شواطىء اوروبا فى رحلات غير شرعية يدفعون تكلفتها بمنطق المقامرة(يا طابت يا اتنين عور) او البحث عن من يشترى كليته واحيانا ابنه لكى يستطيع ان يقيم حياته ويسد حاجته

فى هذه الحالة يلتقى الطرفان على صفقة ( شهيد )
وطبعا مع كل اعزازنا لشهداء الثورة الذين دفعوا حياتهم ثمنا غاليا فى حب مصر وبلا مقابل لاشخاصهم ولكن كتبوا وصيتهم ليرث تركتهم الوطن وينعم الشعب بثمن تضحيتهم حرية واملا فى حياة افضل وكان ذلك يمثل كل النبل والتسامى واستحقوا منا جميعا كل الفخر والتبجيل وفازوا بشرف الشهادة الحقيقية
ولكن ارى الآن وبالذات بعد وجود برلمان منتخب ووجود سياق قانونى  ومؤسسى لتحقيق بقية استحقاقات الثورة وبناء مؤسسات الدولة الحديثة وانتهاء وجود العدو الموحد لكافة الشعب وتضارب وجهات النظر فى الاولويات والاستحقاقات ارى ان من يموت الآن فى مواجهات مع الامن او بين قوى سياسية متناحرة ليس شهيدا بل هو مجرم فى حق الوطن اقبل على جريمته بناءا على صفقة شخصية تصب فى اشاعة الفوضى وتضر اشد الضرر بالشعب ومستقبل البلاد

فأرجوا توقف الاعلام والنخبة عن الترويج لهذه الوظائف الشاغرة وتوصيفها بالوصف الحقيقى لها انها جريمة حقيرة لاتجلب لصاحبها الا العار ولاتجلب للوطن الا الألم واستمرار النزيف فى القلوب والاحباط فى النفوس